شهد قطاع التجارة الإلكترونية نموًا واسعًا في العقدين الأخيرين، وتسارع هذا النمو خلال فترات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي.
يظهر هذا الانتشار الواسع لمنصات التجارة الإلكترونية حول العالم تأثيرًا كبيرًا على سلوك المشتريين الذين يتعاملون مع هذه المواقع.
تحدث آخر الإحصائيات عن وصول عدد الزبائن عبر الإنترنت إلى نحو 2 مليار شخص حول العالم، ويشير التقرير إلى أن التجارة الإلكترونية التي تتم عبر الهواتف الذكية تمثل 72% من إجمالي التجارة الإلكترونية عالمياً.
وعند الحديث عن مفهوم التجارة الإلكترونية، يتبادر إلى الأذهان نمط التجارة B2C، الذي يستهدف الأفراد. وأصبح من العرف أن يتضمن هذا النمط وسيلة دفع إلكترونية، حيث يتم إكمال عملية الشراء والدفع من نفس الموقع.
وأظهرت جائحة كوفيد-19 بوضوح أن إنشاء متجر إلكتروني أصبح ضرورة، مؤكدة أن مستقبل التجارة يتجه نحو النطاق الإلكتروني.
أنواع التجارة الالكترونية من حيث طرفي عملية البيع
B2C التاجر إلى المستهلك
تعد نوعًا شائعًا جدًا في مجال التجارة الإلكترونية، حيث يتجسد ببساطة في شكل متجر إلكتروني يقدم منتجاته للمستهلكين الأفراد
B2B التاجر إلى التاجر (الشركة إلى الشركة)
تتم التجارة في هذا النمط بين شركتين تجاريتين، وغالبًا ما تتسم العلاقة التجارية هنا بالطابع الطويل المدى، حيث لا تقتصر على شراء المنتجات فقط كما هو الحال في نموذج الـ B2C.
C2C المستهلك إلى المستهلك
تزايدت شهرة هذا النوع مع انتشار مواقع الأسواق الإلكترونية، حيث يقوم الأفراد بعرض منتجاتهم للبيع لآخرين عبر تلك المنصات، مع تحصل الموقع الذي تتم من خلاله عملية البيع على عمولة محددة مُتفق عليها مسبقًا. ومن بين أمثلة ذلك، يبرز موقع eBay العالمي.
B2G الشركة إلى الحكومة
تعتمد هذه التجارة على بيع منتج أو خدمة من قبل تجاري يزوّد هيئة حكومية، كمثال، شركة متخصصة تقدم خدماتها في تنفيذ مشروع حكومي
أنواع التجارة الالكترونية والأعمال أون لاين من حيث نوعية الخدمة
لنستعرض سويًا أهم قطاعات التجارة الإلكترونية، ونسلط الضوء على القطاعات التي شهدت أعلى معدلات نمو في هذا العام:
التعليم الالكتروني
من المؤكد أن قطاع التعليم الإلكتروني يشهد تقدمًا هائلاً هذا العام، خصوصاً في ظل جائحة كورونا التي أدت إلى إغلاق المدارس والجامعات، مما دفع إلى تبني سياسات التعليم عن بعد.
لقد برزت منصات التعليم الإلكتروني كبدائل فعّالة للتعلم التقليدي الذي يتطلب الحضور الجسدي في الصفوف التعليمية.
لكن ما هي القيمة المُضافة التي توفرها منصات التعليم الالكتروني لطرفي العملية التعليمية (الطالب، المُعلم)؟
بات قسم ليس باليسير من المعلمين وأساتذة الجامعات بل وحتى الموظفون وأرباب العمل الخبراء في مجال معيّن يبحثون عن مصدر دخل إضافي على غرار مهنهم التقليدية، وهُنا توفّر منصّات التعليم الالكتروني سوقاً تنافسياً لهؤلاء، فعلى سبيل المثال يوفّر موقع يوديمي udemy الشهير الفرصة لاقتسام أرباح الحُصّة التعليمية أونلاين بنسبة تبدأ من 50% في حالة لم يتم تقديم حزم تسويقية ودعائية للحصّة التعليمية، وتصل إلى 75% من مبيعات الحصّة التعليمية إذا ما ترافقها حملات تسويقية ودعائية من الموقع ذاته.
متاجر البيع بالتجزئة
لطالما شكّلت مواقع البيع بالتجزئة رافداً مهمّاً من روافد أنواع التجارة الالكترونية، فوفقاً لاستمارة أجراها موقع ستاتيستا من المتوقّع أن تتضاعف مبيعات قطاع البيع بالتحزئة لتصل إلى 6.54 تريليون دولار بحلول عام 2022.
وذلك ليس بالأمر المستغرب، فوسط الاغلاقات التي واكبت الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، تصدّرت مواقع التجارة عبر الانترنت بالتجزئة المشهد برمّته! فعلى سبيل المثال،
وذلك ليس بالأمر المستغرب، فوسط الاغلاقات التي واكبت الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، تصدّرت مواقع التجارة عبر الانترنت بالتجزئة المشهد برمّته! فعلى سبيل المثال، تضاعفت مبيعات موقع ebay بنسبة 34.6% في الربع الثاني من هذا العام 2020 مسجّلاً أعلى نسبة نمو على مدار 15 عاماً.
يكاد يكون الأثر الذي أحدثته جائحة كورونا ثوريّاَ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فثقافة الشراء من المتاجر الالكترونية والبيع بالتجزئة أونلاين ترسّخت في أذهان الناس حتى بعد رفع القيود تدريجياً عن المتاجر ونقاط البيع!
أمثلة على أكثر الأنواع انتشاراً لمتاجر البيع بالتجزئة الالكترونية:
الأزياء والموضة، مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، التسلية والألعاب (كتب، أفلام، ألبومات موسيقية، ألعاب)، مستلزمات المنزل من أثاث وأدوات تنظيف واكسسوارات منزلية، الأجهزة الالكترونية والمنزلية.
خدمات التوصيل
لاقت شركات التوصيل رواجاً كبيرا في العقد الأخير، بالذات تلك المعنية بخدمة توصيل الأفراد وتوصيل الطعام. في البداية كانت الانطلاقة على هيئة مكالمة هاتفية لطلب خدمة التوصيل من المطاعم. ومع انتشار الهواتف الذكية بشكل واسع على مستوى العالم، تطوّرت هذه الخدمة جذرياً وتجلّت على هيئة تطبيقات مخصصّة لطلبات التوصيل عبر الهواتف الذكية. ليس ذلك فحسب، بل اقتحمت شركات توصيل الركاب الأفراد مثل أوبر Uber هذا القطاع من السوق، وصارت توفّر بدورها خدمات توصيل المأكولات والمشروبات أيضاً.
من المتوقّع أن تصل أرباح قطاع توصيل الطعام لحوالي 200 مليار دولار بحلول عام 2025، ففي ظل التباعد الاجتماعي وتقليص حركة الناس باتت المطاعم ومتاجر بيع المأكولات والمشروبات تعتمد اعتماداً كبيراً على خدمات شركات التوصيل كمصدر رئيسي للربح.
وحالها كحال متاجر البيع بالتجزئة، أحدثت جائحة كورونا وما تبعها من تباعد اجتماعي تغييراً جذرياً على نمط سلوك المستهلك في قطاع المأكولات والمشروبات، إذ بات الكثيرون يتردّدون مليّاً قبل ارتياد المطاعم ومحلات الطعام مع تفشي كوفيد19، لهذا شهد قطاع خدمات التوصيل انتعاشة كبيرة مع ازدياد طلبات التوصيل بشكل هائل وسطوتها على طلبات شراء الطعام التقليدية التي تتطلّب زيارة المطعم أو متجر المأكولات.
منصات العمل الحُر
أخيراً، بزغ نجم منصات العمل الحُر أو ما يعرف بمواقع العمل للمستقلين Freelancers، بالتوازي مع انتشار ثقافة العمل عن بعد للعديد من الشركات على إثر جائحة كورونا، بات من غير الممكن تجاهل هذه المنصات في معرض الحديث عن المعاملات الالكترونية الجارية على نطاق واسع.
ما آلية عمل هذه المنصات؟
توفّر هذه المنصات إدارة وتنظيم متكامل للأعمال الحرة بربط صاحب العمل مع شبكة من المستقلين، وبعضها يتبنّى نظام المناقصة Bidding system على نحو يجد صاحب العمل ضالته في توكيل المهمات للمُستقل الذي يتناسب مع ميزانيته والمهارات التي يبحث عنها.
ميّزات التجارة الالكترونية وأثرها على سلوك المستهلك
أحدثت التجارة الالكترونية منذ بدايتها ولغاية الآن تغييرات جذرية من شأنها التأثير على سلوك المستهلك وتوجّه الاقتصاد برمّته، إذ بات الانترنت في عالم اليوم لاعباً رئيسياً لا غنى عنه في حياة الناس. كثيرة هي أوجه هذا الأثر على سلوك المستهلك عند ذكر أي تقرير عن التجارة الالكترونية لكننا آثرنا ذكر ثلاثة جوانب لهذا الأثر:
أثر التجارة الالكترونية على نمط حياة الفرد
أصبح العالم يسير بوطأة متسارعة ينشغل الأفراد فيه في كل لحظة تقريباًَ بتدبير أمورهم المهنية ومهماتهم العائلية، ففي بعض الأحيان لا يسعفنا الوقت بعد يوم عمل شاق لطرق مشوار إلى الصراف الآلي لسحب النقد أو الذهاب لشراء المستلزمات المنزلية من المتجر والاصطفاف على طابور الانتظار. وهُنا يأتي دور منصات التجارة الالكترونية في تسهيل عملية توفير الحاجيات والأغراض التي يتطلبها الأفراد باستمرار دون تكبّد عناء المشوار!
ماذا عن أثر التجارة الالكترونية على سلوك المستهلك؟
يكفي الإقرار أن المستهلك في عالم اليوم بات يثق كلياً بالانترنت والمعلومات المتوفرة عليه، فالانترنت بات بوابة الفرد للتواصل مع العالم برمّته وتدبير معاملاته.
لنتخيّل كيف كان الحال بالعودة لبضعة عقود إلى الوراء: كان الفرد يضطر لتصفّح الصحف الإعلانية ودليل الأوراق الصفراء ليستعلم عن شركات تزويد المنتج أو الخدمة التي تلبي حاجته، أو يكثف من تواصله مع الأقرباء وشبكات معارفه للاستدلال. أما الآن فبات الانترنت يستعيض عن كل ذلك بتزويد معلومات شاملة عن كل ما يلزم المستهلك، فمن خلال محرّكات البحث بات بإمكانه البحث بسهولة عن مزوّد الخدمة الذي يلبّيه والتواصل معه مباشرة من خلال رقم هاتفه أو صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.
سهولة مقارنة الأسعار
أصبح بإمكان كل شخص مقارنة سعر منتج أو خدمة ما بسهولة من خلال تصفّح المواقع الالكترونية التي تعرضه على الانترنت، ومن ثمّ مقارنتها بأسعار منافسيه في ذات القطاع من السوق. وبذلك يصبح العميل فطناً أكثر وبالتالي أكثر انتقائية قبل اتخاذ قرار الشراء النهائي.
قابلية دخول على مدار 24 ساعة واستقبال مدفوعات بسهولة
يتكبّد العميل تكاليف إجرائية أقل عند زيارة متجر الكتروني مقارنة بالمتجر التقليدي حيث أنه يجد جودة أفضل في الخدمة المقدمة،
كما أن تلك الزيارة من شأنها توفير تكاليف الشحن عن كاهله لا سيّما إن قام بشراء خدمة الكترونية Software service يمكن تحميلها لجهازنا مباشرة أو الاشتراك مع موقع مزوّد لخدمات الكترونية،
ففي هذه الحالة يتمتّع العميل بميزة الاستخدام الفوري للمنتج دون انتظار وصوله إليه أو تكبّد تكاليف الشحن والتوصيل.
كما أن اشتداد وطأة المنافسة بين منصات التجارة الالكترونية المتزايدة باستمرار يدفع كل منها للسعي باستمرار لإرضاء وجذب العملاء،
فتفيض بين الفينة والأخرى بالخصومات والعروض المغرية للعملاء في مسعى للاستحواذ على حصّة سوقية أكبر!
جدير بالذكر أيضاً أن التجارة الالكترونية ألقت بظلالها أيضاً على طرق الدفع، إذ أصبحت حلول الدفع الالكتروني الآمنة والموثوقة ضرورة ملحّة في زماننا للعملاء وأصحاب الأعمال على حد سواء.
وهكذا نكون قد أسهبنا بعض الشيء في تناول أنواع التجارة الالكترونية من حيث القطاعات الاقتصادية وأثرها العام على المستهلك،
فإذا ما كنت صاحب متجر تقليدي أو الكتروني أو تواجه بعض المشاكل في تنظيم وإدارة الفواتير فتواصل معنا في موقع مواقع لتصميم المواقع الالكترونية لنساعدك في اتخاذ ما قد تحتاج لبناء مشروع عمل حر