اللمسة الاصطناعية

إنّ التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تجعل هذه العالم أكثر واقعية من خلال محاكاة أكثر الطرق أهمية و التي من خلالها نختبر بها الأشياء: وهي حاسة اللمس، فقط باللمسة الاصطناعية استطاع العالم أن يصل إلى الواقعية المميزة.

فالتكنولوجيا الحديثة تعتمد بشكل أساسي على حاسة البصر والسمع من خلال تصنيع سماعات الأذن وسماعات الرأس للواقع الافتراضي التي استطاعت نقل الأشخاص إلى عوالم افتراضية مثيرة للإعجاب، ومع ذلك تسعى الكثير من العلامات التجارية إلى جذب مستثمريها بابتكار ابداعات من أجل اكتساب قوة جذب تجارية إلا أنّها لا تزال تفتقر إلى الواقعية.

لذلك استطاع بعض المبتكرين خلق ابداع جديد يعتمد على اللمس وأسموها باللمسة الاصطناعية لفرض الواقعية الافتراضية بشكل جذاب، حيث قال جون روجرز، الذي شارك في قيادة البحث، في بيان صحفي أنّ : ” الواقع الافتراضي هو مجال ناشئ مهم جدًا للتكنولوجيا” ففي الوقت الحالي، نستخدم عيوننا وآذاننا فقط كأساس لتلك التجارب. كان المجتمع بطيئًا نسبيًا في استغلال أكبر عضو في الجسم: وهو الجلد. الذي يرتبط بحاسة اللمس التي تُعد لدى البشر أعمق اتصال عاطفي بين الناس “.

فقد تم تصنيع جلد اصطناعي جديد خفيف الوزن ومرن يعمل لاسلكيًا، يمكن لصقها على أي جزء من الجسم واستخدام مشغلات تهتز ضد الجلد لمحاكاة الإحساس باللمس، وهذه الرقعة تبلغ مساحتها 15 سم مربعًا في جامعة نورث وسترن.

الأجهزة اللمسية

اللمسة الاصطناعية هي أجهزة مصممة لمحاكاة الأحاسيس الجسدية والتي غالبًا ما تعتمد على الاهتزاز لمحاكاة التجارب الحسية، لكنها عادةً ما تكون ضخمة الحجم والتي تحتاج إلى بطاريات كبيرة أو أسلاكًا لتشغيلها.

لكن الابتكار الرئيسي في جلد الواقع الافتراضي هو إنشاء مشغل اهتزازي بسماكة بضعة ملليمترات فقط يمكن تشغيله بطاقة قليلة جدًا، وهذا لا يعني فقط أن الجهاز خفيف الوزن بما يكفي للالتصاق بالجسم دون السقوط، ولكن يمكن أيضًا تشغيله باستخدام نفس نوع الشحن الاستقرائي الموجود في شواحن الهواتف الذكية اللاسلكية.

يتميز النموذج الأولي للجهاز الموصوف في ورقة بحثية حديثة في Nature بمجموعة من 32 من هذه المشغلات محصورة بين نسيج مرن ناعم يمكن أن يلصق مباشرة على الجلد. بحيث يمكن برمجة كل مشغل على حدة وضبطه على ترددات مختلفة لتغيير قوة الإحساس.

ويتم التحكم في الجلد الاصطناعي لاسلكيًا باستخدام واجهة شاشة تعمل باللمس على هاتف ذكي أو جهاز لوحي ينقل أنماط اللمس إلى الرقعة. 

فقد أوضح الباحثون في كيفية استخدام الجهاز حيث يمكن للأم السماح بمداعبة طفلها أثناء الدردشة المرئية، وإضفاء إحساس باللمس لمستخدم الذراع الاصطناعية، وحتى إعطاء الإحساس بالضربات لشخص يلعب لعبة فيديو قتالية.

وفي الوقت الحاضر، ينتج الجهاز فقط أحاسيس لمس بسيطة تعتمد على الضغط، لكن يأمل الباحثون أن يتم تمديد المنصة في نهاية المطاف لنقل نطاق أوسع من الأحاسيس مثل تغيرات درجة الحرارة أو أحاسيس الالتواء، هدفهم النهائي هو إنشاء بدلة واقع افتراضي يمكن أن توفر تجربة واقع افتراضي غامرة بالكامل.

ويقدرون أن ذلك سيتطلب ما يقرب من 1800 مشغل موزعة بالتساوي في جميع أنحاء الجسم، مع تغطية أكثر للمناطق الحساسة مثل اليدين والوجه. وسيتطلب ذلك منهم تصغير المكونات بشكل أكبر، لكن عمليات المحاكاة الخاصة بهم تشير إلى أنه يجب أن يكونوا قادرين على تقليص قطر وسمك المغناطيس في قلب المشغلات بعامل 10 و 3 ، على التوالي.

لم يكن التصحيح الذي تم تطويره في Northwestern هو التقدم الأخير الوحيد في هذا المجال. في الشهر الماضي، فقد كشف علماء سويسريون عن جلد صناعي بسمك 500 نانومتر مكون من خامات ناعمة ومشغلات يمكن ارتداؤها على أطراف الأصابع لتوفير ردود فعل ملموسة في الوقت الفعلي.

بينما قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يصبح الجهاز متاحًا تجاريًا، يبدو أن الواقع الافتراضي على وشك أن يصبح أكثر حساسية.

شارك
×